لماذا خذلت الأمة العربية والإسلامية فلسطين ؟
ما هي خطط إسرائيل وأصدقائها وأعدائها ؟
ماذا تفعل سراً تجاه العالم الإسلامي ودور أمريكا في هذا؟
يتم الرد على كل هذه الأسئلة من قبل هذا الكتاب :
1-السيناريوهات الصهيونية
لم يكن الصهاينة قد تفاوضوا ، بل كانوا سيضعون أيديهم على الأراضي المغتصبة مقابل السلام ، وانتهى الأمر بالأرض في حوزتهم وأصبحت القدس عاصمتهم ، وليس للعرب الحق هناك سوى زيارة أماكنهم المقدسة. بدلا من ذلك ، أصبح الوضع مثل نتيجة التقاعس والتخاذل المشترك.لم تجرؤ إسرائيل على فعل ما تجرأت عليه إلا بدعم أمريكي ودعم غربي ، وضعف وهوان عربي ، وتراجع إسلامي ، وما حل بالأرض المقدسة على وشك أن يصيب دولا أخرى إذا لم تحسب جيدا ، فإن المكائد الأمريكية والابتزاز الغربي لن ينتهي بقبول الكيان الصهيوني في المنطقة.
الحل ، كما يرى الدكتور مصطفى محمود ، يكمن في الوحدة العربية والحضور المكثف والصوت الواحد ؛ إسرائيل أضعف بكثير من الهالة التي تخلقها لنفسها ، لأنها عزيزة أمريكا فقط وتختبئ وراء العنصرية والمسألة الدينية التي تؤمن بها وتنفخ في وعي العالم من كونها شعب الله المختار.
2-التسلل الصهيوني
اللهجة السائدة في إسرائيل الآن هي التطرف ، وتمجيد القتلة ، وتقديس العنف في التعامل مع العرب ، وحتى تبرير عمليات الاستيطان ونهب الأراضي على أنها مجرد تصحيح للوضع وليس أكثر من ذلك.يوضح المؤلف أن الخطة الإسرائيلية للتسلل الصهيوني إلى إفريقيا وآسيا مؤخرا وإلى القمة الحاكمة في أمريكا وإنجلترا وأوروبا من قبل هي محاولة للالتفاف السياسي لغرض ما ، ربما استدراج العرب إلى الحرب ودفعهم إليها.
ويشير إلى أن الانتهاكات المستمرة من قبل الجماعات والأفراد المنتمين إلى الإسلام لا تمثل الدين الإسلامي وليست حجة له ، إلا أنه لا ينكر تهمة القادة الإسلاميين الذين سقطوا في أفخاخ العقول الاستعمارية المهنية ، ويعود الكاتب ليؤكد أنه على الرغم من هذا الضعف العربي ، فإن المسلمين إذا توحدوا وتميزوا المؤامرات التي تجري محاكمتهم ضدهم فلا شيء يمكن أن يقف أمامهم والتاريخ شاهد على ذلك.
3-التعصب الديني
التفوق في الأسلحة والمعدات ، والأولوية في العلم ودعم الحلفاء والمؤيدين الأقوياء ، مما يجعله يشعر بالقوة ، هو السبب الذي يفوق قيمة المنافس على منافسه الآخر ، وهذا ما تشعر به إسرائيل وهذا ما يدفعها إلى الحرب ويعطيها القدرة على إشعال الفتنة واتهام المسلمين ظلما وكاذبا والسعي إلى الفتنة والأسلحة في أراضيهم.المشكلة تكمن في أذهانهم وفي إيمانهم ، وليس في اضطهاد العالم من أجلهم ، فهم يشعرون بالخصوصية وأنهم شعب الله المختار ، وأن لديهم السيادة الأولى على البشر ، ومع ذلك هناك القليل من بين صفوفهم الذين يعترضون على ما يحدث وأنهم يسعون إلى سلام عادل ، لكن القليل منهم يتغلب عليه.
حقيقة أن إسرائيل تستغل أمريكا لصالحها هو وهم كاذب ، كما يقول الكاتب ، والواقع هو عكس ذلك ، لأن أمريكا هي التي تستغل إسرائيل لتحقيق أهدافها وأحلامها ، لذلك نجد أنها لا تتحرك ساكنا ولا تتدخل في ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين والأماكن المقدسة للعرب ، على الرغم من أن إنهاء هذا والتدخل لحله أمر سهل وميسور التكلفة بالنسبة لها.
4. الصناعة الدينية
يستعرض المؤلف مسار الألوهية والدين للإنسان ، بدءا من عبادته للعوامل الطبيعية مثل البراكين والأعاصير ، ثم عبادته لأرواح ملوكه وأجداده ممثلة بالحيوانات ، ثم التماثيل والأصنام ، ثم الكواكب والنجوم ، ثم محاولته تجريد الألوهية في قوى الخير والشر ، ثم التثليث والهندوسية وغيرها.على الرغم من أن فكرة وجود خالق هذا الكون الذي يعاقب ويكافئ ويغفر ويرحم لم تكن غائبة عن الإنسان أثناء تخطبه وضلاله ؛ كان يرتد إلى أصنامه وأوثانه ، وحتى الكهنة والملوك والمحسنين كانوا يتنافسون في تشويه الكتاب المقدس لتحويل أتباعهم إلى آلهة مختلفة لأغراض مادية مالية.
ويضيف أن الأمة الإسلامية تعرضت أيضا للتعددية والانقسام في دينها ، حيث انقسمت المسيحية أيضا في الدول الغربية ، ثم جاءت النهضة ، وفرضت هيمنتها على الجميع ، وفصلت الدين عن السياسة ، ومعظمها العلم ، ورفعت أهمية العقل ، وتمجد وتيسر سبل المنافع وتفريغ الشهوات ، وخلق ديانات إبليسية جديدة ، ويرى الكاتب أن المستفيد من ذلك هو الكيان الصهيوني الذي يمتلك الأدوات والوسائل التي تساعد هذا العصر على الانفصال عن التدين.
5-عالم مملوك
إن الله جل وعلا الأول الذي ليس قبله شيء، الآخر الذي ليس بعده شيء، له الأسماء الحسنى والصفات العلى بلا تشبيه ولا تمثيل ولاتعطيل ولا تكييف، فليس كمثله شيء سبحانه وتعدد صفاته سبحانه كتعدد الأفعال، ولا يعني ذلك أن الذات متعددة فقد يوصف أحدهم بأنهطبيب ومفكر وأديب وهو فرد واحد -ولله المثل الأعلى
خلق الله الإنسان من شيء لم يذكر من قبل ، وأظهر له طريق الخير وطريق الشر وترك له حرية الاختيار ، فلا إكراه في الإيمان أو المعتقد ، وأما خياراتنا في حدود علمه ، سبحانه وتعالى ، وإرادتنا لا تخرج عن إرادته ، سبحانه وتعالى ، ومعرفته السابقة بخياراتنا هي علم الإحاطة ، وليس الإكراه ، كما يعلم المرء عن أولاده ، أي منهم سينجح ومن سيفشل ثم ما تنبأ به سيتحقق.
يشير الكاتب إلى وحدة المصدر الذي أتت به الأديان ، لأنها تتطلب وحدة المنهج الذي يأمر بعبادة الله وحده ولا شريك له ، وما دخل على الديانات السابقة من التشويه هو كذب ويقول لله بلا حق ولا علم ، لذلك جاء القرآن مهيمنا على جميع الديانات السابقة ، محفوظا من قبل الله عز وجل ، وهو المرجع النهائي الذي رضي الله عنه.
6-الرمز الإسلامي والحلم الأمريكي
في ظل تأليب العالم ضد الدين الإسلامي ، يجب أن يكون للمسلمين دور والدفاع ضد التشويه الذي يصب على الإسلام من كل منفذ ، وأن نواياهم الحسنة ستزيد من جشع الطامعين وتغري المعتدي على اغتنام الفرصة ، وإسرائيل ليست سوى وكيل تفوضه تلك الدول للقيام بمهمة التصفية النهائية للوجود الإسلامي.يقول المؤلف: "على الرغم من أننا لا نريد إعلان الحرب على أحد ، إلا أننا لا نستطيع الوقوف مكتوفي الأيدي أمام العدوان ، لأنه هذه المرة يريد إخراجنا من أرضنا ومن تاريخنا ، فنحن أمام دولة غادرة لا تتحمل أي مسؤولية ولا عهد ولا ميثاق ، يجب أن نتصرف بالجدية اللازمة تجاهها ونتوقف عن الاسترخاء".
كما يشير الدكتور مصطفى محمود إلى أن أمريكا وإنجلترا ارتدت الإسلام في عباءة الإرهاب الذي ادعته ومولته ودعمه وصنعته واستغلت جهل الشباب واستخدمته لخدمة مصالحها وإثارة الفتنة وضرب العالم الإسلامي معا حتى لا يلتقي المسلمون بكلمة واحدة ، ولا يرفعوا العلم لهم.
أمريكا تفعل الأفاعي للسيادة على العالم كما كان روسيا السوفيتية نفس الطموح ، إلا أنها سقطت فجأة أمام أمريكا لانهيار اقتصادي لقيادة أمريكا إلى الساحة. ما نراه من أمريكا وإسرائيل الذين يقودون هو حكمة الله سبحانه وتعالى ، وأن علينا أن نستعد وأن يكون لنا دور كما كان لدينا في أيام التتار والصليبيين ، المواجهة تأتي حتما مهما طال الزمن.