بالبداية هنالك دائمًا ما يكون للأشياء الصغيرة جداً
أثرٌ كبيرٌ ولو لم نلحظ ذلك، في الواقع يفكر الجميع
أن الأشياء الجيدة لا تنتج إلا عن تغيراتٍ عظيمة ،
ولكن في الحقيقة هي أن الفارق الضئيل يحدث
نجاحًا كبيرًا وباهراً .
مراحل بناء العادة تتكون من مرحلة الإشارة
وهي مرحلة مهمة وبسيطة تعتمد كلياً
على بعض المهام الصغيرة وبعض التوقعات
حول نتيجة فعل الأمر في المستقبل.
أما مرحلة التوق فهي عبارة عن تكوين
دافع لتشجع الانسان على الاستمرار وأن المكافأة
تقترب ، فالأهم من العادة نفسها هو نتيجتهاوما تحققه .
أما مرحلة الاستجابة فهي أكبر برهان على قرب المكافأة
التي كانت الأساس في القيام بالامر ،
وأخيرًا تأتي المكافأة والتي كانت الهدف الاسمى
من وراء بناء العادة لأنها تعلم الافراد وترضي
غرورهم من طلب المزيد من المكافئات .
الطريقة المثلى لبدء عادة جديدة
في البداية الأمر يجب أن يقوم الانسان بتحديد اهدافه
تحديدًا كاملًا ومنطقياً ، لأن ذلك سيدفعه على البدء
في تنفيذ الخطة لبناء العادة التي يريدها ،
أما إن أراد أن يغير أو يبني عادة دون
أن يحدد ما الشيء الذي سيفعله ،
فإنه لن يقدم على فعل شيء من الأساس لأنه ينتظر
الصدفة تدفعه على القيام بالعادة التي يريدها ،
لذلك فيجب على المرء أن يحدد الزمان والمكان الذي
يريد ان يبدأ منه العادة ليستطيع القيام بها بالفعل .
كما أن استخدام الترتيب في ربط الأحداث
مع بعضها البعض يجعل منها سهلة وسلسة ،
مثلًا بعد أن أشرب كوب القهوة -وهي عادة حالية-
سأقرأ صفحة من كتابي المفضل ، فهذا الربط يجعل
من عادة قراءة صفحة من الكتاب بعد شرب كوب القهوة عادةً مستمرة .
دور الأسرة والأصدقاء في تشكيل عادتك
يقول المؤلف جيمس كلير أن طبع الإنسان تعود على
العيش في جماعات دون الافراد ، فكانو قديماً
يستخدمون لعقاب بالنسبة للإنسان البدائي القديم
هو أن ينبذوا المخطئ منهم فهو بالنسبة
لهم بمثابة الإعدام واشد انواع العقاب ،
فالتعاون والانتماء يفيد المرظ نفسه لأنه يشعره
أنه بأمان واستقرار أكثر، كما أن العادات
الأولية للفرد ما هي إلا محاكاة لمن هم في نفس دائرته ،
حيث يقوم المرء بعكس كل ما يراه من أفعال
سواء أفعال الأصدقاء أو أفعال الأهل او أفعال الاقارب .
الانسان يحاكي عادات ثلاثة أنواع من الأشخاص
وهم المقربون وهم أشد الناس تأثيرًا بالشخص
فيجد الجميع أن الابن يجسد شخصية ابويه
مع وجود بعض الفروق الفردية اكيد ، كما أن هناك
أيضًا محاكاة الكثرة وعادة ما يحدث ذلك عندما
يشك المرء بنفسه، لأن الكثير لا يجتمعون
على خطأ ويكون وحده
على صواب، أما الأقوياء فدائماً ما تكون محاكاتهم
ناتجة عن رغبة الانسان بأن يكون قويًّا مثلهم.
كيف تتوقف عن التسويف باستخدام قاعدة الدقيقتين؟
تشكل عادة الافراد قراراتهم اليومية بنسبة تتراوح
بين 40 إلى 50 بالمئة من مجموع الأفعال اليومية
التي يقدم عليها ، فعملية اتخاذ القرارات بناء
على العادات لا تأخذ من الوقت إلا الثواني قليلة
بشكل أوتوماتيكي جدًّا ولكنها تؤثر على أعمال تستمر
لمدة ساعات تكون بعد القرار .
تعد قاعدة الدقيقتين من أهم القواعد واكثرها فاعلية
وأهمية فهي تجير الانسان أن يفعل العادة الجديدة
في وقت لا يزيد عن دقيقتين فقط ، حتى وإن كانت
العادة نفسها لا يستطيع أن يُؤتى بها في دقيقتين
فإنه يتوجب على المرء أن يفعل أصغر جزء متعلق
بالعادة كتجهيز الحذاء إن كان يود أن يبني
بداخله عادة الركض، فالغرض من قاعدة الدقيقتين
هي أن يُأسس المرء قاعدة جيدة للبدء.
الجانب السلبي لبناء عادات حسنة
على الرغم من أن العادات غالباً ما تكون مفيدة جدًا
إلا أنها على المدى البعيد تقل من كفاءة عملية جمع
البيانات الناتجة عنها، ويقل الانتباه المتطلب
لفعل العادة لأن العادة تكون قد أصبحت شيئًا
أوتوماتيكيًّا مما يجعلها فعلًا لاواعي، ويسوء الأمر
حتى يصبح حدوث الأخطاء أمرًا متوقعًا بل وحادثًا
بالفعل لذلك فإن الفرد يتوقف عن التفكير في طرقٍ
لتحسين مستوى العادة لعدم تذكره
مكونات العادة من الأساس.
ففي الواقع العادات مفيدةٌ جدًّا في ابتكار سبل
النجاح ولكن لا يمكن الاعتماد عليها بشكل
اساسي ودائم ، لذلك يأتي التدريب المتأني
كعامل مساعد مهم مع العادة للوصول بها
إلى الإتقان، فيجب من حين لآخر أن يقوم الانسان
بتحسين عاداته وليس فقط إدخال عادات جديدة
بل يجب أن يراجع ويعدل العادات القديمة بحيث تتناسب
مع الوضع الجديد، فقيام المرء بالبحث عن حقيقة
ما إذا كانت العادات ما زالت صالحة للاستخدام أم لا
لا يستغرق الكثير من الوقت رغم أهميته .
فى النهاية كتاب "العادات الذرية"
للكاتب جيمس كيلر تجربة مهمة ومفيدة
ويجب على المرأ أن يقرأه ليستشعر أهمية بناء
العادات الجيدة.